الثلاثاء، 20 أبريل 2010

هل الروح هي النفس ؟

قال أبو عبدالله القرطبي رحمه الله :

الفصل الأول: تأمل يا أخي وفقني الله وإياك هذا الحديث وما قبله من الأحاديث ترشدك إلى أن الروح والنفس شيء واحد، وأنه جسم لطيف مشابك للأجسام المحسوسة يجذب ويخرج، وفي أكفانه يلف ويدرج، وبه إلى السماء يعرج، لا يموت ولا يفنى وهو ممّا له أول وليس له آخر، وهو بعينين ويدين، وأنه ذو ريح طيب وخبيث. وهذه صفة الأجسام لا صفة الأعراض.
فصل: في قوله عليه السلام: «إن الروح إذا قبض تبعه البصر». وقوله: «فذلك حين يتبع بصره نفسه» ما يستغنى به عن قول كل قائل في الروح والنفس، وإنهما اسمان لمسمى واحد، وسيأتي لهذا مزيد بيان إن شاء الله تعالى.
* التذكرة في أحوال الموتى
 
وقال ابن قيم الجوزية رحمه الله :
 
أما الروح التي تتوفى وتقبض فهي روح واحدة، وهي النفس. وأما ما يؤيد الله به أولياءه فهي روح أخرى غير هذه الروح كما قال تعالى: {أولئك كتب في قلوبهم الإيمانَ وأيدهم بروح منه}.
* الروح
 
 
وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله :
 
روى أحمد بن حنبل، وابن ماجه عن شداد بن أوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «إذا حضرتم موتاكم فاغمضوا البصر؛ فإن البصر يتبع الروح، وقولوا خيراً، فإنه يؤمن على ما يقول أهل البيت».
ودلائل هذا الأصل وبين مسمى «الروح والنفس» وما فيه من الاشتراك كثير لا يحتمله هذا الجواب، وقد بسطناه في غير هذا الموضع
* مجموع فتاوى ابن تيمية
 
 
وقال ابن رجب رحمه الله :
 
وفي (صحيح مسلم) عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال لما استيقظوا: (أي بلال)، فقال بلال: أخذ بنفسي الذي أخذ – بأبي [أنت] وأمي يا رسول الله – بنفسك.وفيه: دليل لمن لا يفرق بين الروح والنفس؛ فإنه أقر بلالاً على قوله: إن الله أخذ بأنفسهم، مع قوله: (إن الله قبض أرواحنا).
وقد قيل: إن ذاتهما واحدة وصفاتهما مختلفة، فإذا اتصفت النفس بمحبة الطاعة والانقياد لها نهى روح، وإن اتصفت بالميل إلى الهوى المضر والانقياد لها فهي نفس.
* فتح الباري شرح صحيح البخاري
 
7جمادى الأولى 1431هـ
 
 
 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق